
05 يوليو هل الاكتئاب سبب أو نتيجة لتأخر الحمل؟ الإجابة مع الأخصائيين
“هل أنا مكتئبة لأني لا أستطيع الحمل… أم لا أستطيع الحمل لأني مكتئبة؟“
سؤال يتردّد في ذهن آلاف النساء ممن يواجهن تحديات في رحلة الإنجاب، تختلط فيه المشاعر، وتثقل القلوب بالتوتر، والضغط الاجتماعي، والألم غير المسموع أحيانًا.
في هذا المقال، نستعرض العلاقة بين الصحة النفسية وتأخر الإنجاب، بالاستناد إلى آراء مختصين في أمراض النساء والصحة النفسية، ونقدّم خطوات عملية لدعمك نفسياً، ولأنكِ لستِ وحدك في هذه الحكاية.
هل تؤثر الحالة النفسية فعلًا على فرص الحمل؟
تُوضح الدكتورة إيمان رفعت عبد الفتاح، استشارية النساء والتوليد والحقن المجهري:
للحالة النفسية تأثير مباشر على إفراز الهرمونات، وهو ما ينعكس على انتظام التبويض واستعداد بطانة الرحم. التوتر الزائد قد يقلل فرص حدوث الحمل سواء طبيعيًا أو عن طريق الحقن المجهري.
أيضاً الدراسات الحديثة تدعم ذلك؛ إذ أظهرت أن مشاعر التوتر والاكتئاب قد ترفع مستويات الكورتيزول و الأدرينالين في الجسم، ما قد يُخلّ بتوازن الهرمونات اللازمة لحدوث الحمل.
هل من الممكن أن يكون الاكتئاب نتيجة لتأخر الحمل؟
تؤكد الدكتورة نهى عدلي، أخصائية العلاج النفسي والأسري:
تمرّ العديد من النساء بنوبات من الاكتئاب الخفيف أو المتوسط بعد محاولات حمل غير ناجحة، نلاحظ فقدان الشغف، الشعور بالذنب، ونوبات بكاء مفاجئة… وهي إشارات تستدعي الانتباه والدعم.
وتشير أيضًا إلى أن بعض العبارات من المحيطين ولو بحسن نية، قد تُشعر المرأة باللوم أو الضعف، مما يُضاعف الضغط النفسي الذي تمر به.
هل الاكتئاب قد يمنعني من الاستمرار في المحاولة؟
للأسف، نعم.
الاكتئاب لا يؤثر فقط على المزاج، بل يُرهق الجسد أيضًا؛ فيدفع البعض لتأجيل العلاج، أو الانعزال، أو فقدان الإيمان بنجاح أي خطوة لاحقة.
ولهذا فإن دعم النساء نفسياً خلال مسيرة الإنجاب ليس ترفًا، بل جزء أساسي من الرعاية الكاملة.
متى أحتاج إلى مساعدة نفسية متخصصة؟
تقول الدكتورة نهى عدلي:
يكفي أن تشعري أن الحزن لا يزول، وأنكِ تبتسمين فقط من باب المجاملة… عندها تحتاجين للدعم. ليس عليكِ انتظار الانهيار الكامل لتطلبي المساعدة. أحيانًا، مجرد الحديث مع مختصة قد يخفف الكثير من الألم.
العلاج النفسي ليس ضعفًا، بل وسيلة للتوازن، ولمعرفة الذات، ولمواجهة الضغوط بثبات داخلي حقيقي.
«خطوات بسيطة لدعم صحتك النفسية»
- مارسي المشي أو اليوغا ثلاث مرات في الأسبوع لتخفيف التوتر.
دوّني مشاعرك يوميًا، حتى دون ترتيب… المهم أن تكتبي.
توقفي عن مقارنة حياتك بمن حولك، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
اصنعي لحظاتك المريحة، شمعة عطرية، كوب شاي دافىء، أو موسيقى تحبينها.
لا تترددي في طلب جلسة مع أخصائية نفسية، فقد تكون نقطة تحول في رحلتك.
🌼الحقيقة أن الاكتئاب قد يكون “سببًا”، وقد يكون “نتيجة”، لكن الأمر المؤكّد أن صحتك النفسية ليست هامشية… بل جوهرية في رحلتك الإنجابية.
🌼مهما قيل لكِ “تأقلمي” أو “تماسكي”، لا تتجاهلي إحساسك، فالحزن لا يُقاس بمدى تحمّلك له… بل بمدى حاجتك للاحتواء.
🌼احتضني نفسك اليوم، وكل يوم.. وقولي لها:
“أنا أستحق الراحة… وأستحق أن أعيش هذه الرحلة محاطةً بالحب والدعم، لا بالضغط والقلق.”