
03 أغسطس أنا السبب؟ تأنيب الضمير وتأخر الحمل كيف تفكّين هذا الربط المؤلم؟
في صمت الليل، قد تسألين نفسكِ: “هل أنا السبب؟ هل فعلتُ شيئًا جعل جسدي يعاندني؟”… هذا السؤال لا يُقال بصوتٍ عالٍ، لكنه يصرخ في داخلك.
تأخر الحمل يمكن أن يكون تجربة مؤلمة، لكن الألم الأكبر قد لا يكون في نتيجة الفحوصات… بل في تأنيب النفس و لوم الذات.
فهل هناك علاقة فعلًا بين العاطفة والخصوبة؟ وهل ما يسمى بـ “العقم النفسي” حقيقي؟ وكيف تتخلصين من الشعور بالذنب؟
كيف يؤثر التأنيب ولوم النفس على الخصوبة؟
– التوتر والقلق الناتجان عن لوم الذات قد يؤثران على انتظام الهرمونات وبالتالي على عملية التبويض الطبيعية.
– الإجهاد النفسي المزمن يجعل الجسم يدخل حالة من الدفاع بدلاً من الاستقبال، مما يصعّب حدوث الحمل.
– بعض الدراسات تربط بين الصحة النفسية ونجاح العلاجات المساعدة مثل أطفال الأنابيب والحقن المجهري.
العقم النفسي ليس تشخيصًا طبيًا واضحًا، لكنه وصف لحالة من الضغط الداخلي الذي قد يُعيق الجسد عن أداء وظائفه بسلاسة.
العقم النفسي، كما تعرّفه المراجع العلمية.
– هو حالة من التداخل بين الصحة النفسية والقدرة على الإنجاب، حيث لا تُظهر الفحوصات الطبية أي خلل عضوي في الجهاز التناسلي، لكن الشخص يعاني من صعوبة في الحمل بسبب عوامل نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو التوتر المزمن.
– يُعتقد أن هذه العوامل تؤثر على:
– التوازن الهرموني (مثل اضطراب إفراز الكورتيزول أو البرولاكتين).
– النشاط الجنسي والرغبة.
– جودة الحيوانات المنوية أو انتظام الإباضة.
تأنيب النفس… سجنٌ بلا جدران
– لوم الذات يشعرك بالعجز حتى لو كانت الأسباب طبية خارجة عن إرادتك تماماً.
– قد تربطين حدثًا سابقًا أو قرارًا معينًا بتأخر الحمل، رغم أنه لا علاقة علمية له بالخصوبة.
– هذا الربط العاطفي المؤلم يجعل كل دورة شهرية وكأنها “حكم فشل” جديد !
كيف تفكّين هذا الربط المؤلم؟
– افصلي بين الشعور والحقيقة: مشاعركِ مهمة، لكنها لا تعني أنكِ مذنبة.
– تحدّثي إلى مختص نفسي يساعدك في تفكيك الأفكار السلبية وإعادة بناء السلام الداخلي.
– احتضني تجربتكِ بالكامل دون جلد الذات أو المقارنة، كل امرأة تسير في طريقها الخاص نحو الأمومة.
– اكتبي يومياتكِ… أحيانًا، التعبير على الورق يساعد في التخفيف والتفريغ.
– ذكّري نفسكِ بالحقيقة: الخصوبة موضوع معقّد له عوامل جسدية ونفسية وبيئية… ولا أحد يتحكم فيها بالكامل.
ماذا قالوا؟.. من عمق التجربة.
“حسّيت إنه جسمي خانني”
“كنت دايمًا أقول لنفسي: يمكن لأني تأخرت بالزواج؟ يمكن لأني اشتغلت كثير؟… كنت أتقلب في سريري كل ليلة وأنا ألوم نفسي…
> لكن الجلسة النفسية الأولى كانت مثل النافذة… فتحت لي طريق جديد: طريق الرحمة مع نفسي. تعلّمت إنه تأخر الحمل قدري وليس ذنبي.”
“كل دورة شهرية كانت صفعة”
“لما تنزل الدورة، كنت أنهار… ليس فقط لأن الحمل لم يحدث، لكن لأنني أشعر أنني فشلت…
> لكن مع الوقت، ومع دفء صديقة مرّت بنفس الشيء، فهمت إنه جسدي ليس عدوّي. أنا وهو في نفس الفريق، ونحتاج نرتاح شوي، لا أن يُحاكم بعضنا البعض ! .”
“كنت أبتسم، لكني أتحطم من الداخل”
“حتى وأنا أضحك أمام الناس، في قلبي كنت أعاتب نفسي… أرجع لأحداث من الماضي وأبحث عن السبب…
> شاركت بمبادرة دعم نفسي لنساء مثلي، ولقيت نفسي أسمع قصصي على لسان غيري. هناك، بدأ فك اللوم… وبدأت أختار أن أكون حنونة مع نفسي.”
أنتِ لستِ السبب، أنت بطلة رحلتك..
في رحلة تأخر الحمل، أنت تستحقين التعاطف لا الإدانة، والشفاء لا يبدأ بالأدوية فقط، بل يبدأ حين تتصالحين مع نفسك، وتؤمنين أنكِ تستحقين كل الحب، الدعم والأمل.
تأنيب النفس لا يصنع طفلاً، لكن التعاطف مع الذات يصنع راحة وأملاً ومساحة جديدة للحياة.