
30 يونيو رحلة الـ14 يوم: كيف يؤثر القلق على نجاح عملية أطفال الأنابيب؟
هو في أصعب من الانتظار؟ خصوصًا لما يكون الانتظار انتظار لحلم عمره سنين؟!
لو جربتي عملية الحقن المجهري، فـ أكيد أنت عارفة إحساس اليوم الذي تعاد فيه الأجنة إلى رحمك… كأنه قلبك يتعلّق بخيط رفيع بين الرجاء والخوف، تبدأ بعدها مرحلة تُعرف بـ“فترة الانتظار”، ماراثون نفسي وجسدي بكل معنى الكلمة، حيث يحمل كل يوم معه مزيجًا من الأمل، القلق، والاحتمالات.
في هذا المقال، هنتكلم عن كيف القلق في هذه الفترة ممكن يأثر على نجاح عمليتك وعن تأثير التوتر على الانغراس، وهنتعلم مع بعض خطوات عملية تخفف من وطأة التوتر والقلق بعد الإرجاع، وتعطي جسمك ونفسيتك فرصة ليستقبلوا الحياة الجديدة بهدوء.
فترة الانتظار: مرحلة حرجة بكل المقاييس
فترة الـ14 يوم بعد الإرجاع هي المرحلة التي يحاول الجسم فيها بزرع البذرة الجديدة، الجنين، داخل رحمك، في هذه المرحلة يُفرز جسمك هرمونات مثل *البروجسترون* لضبط البيئة الهرمونية الداخلية وتهيئة البيئة المناسبة للانغراس، لكن قد يغفل البعض عن الدور المهم والفارق للجهاز العصبي خلال هذه العملية، شعورك بالتوتر الشديد ممكن يبعث لجسمك إشارات تعكس استقراره، وهذا يؤثر على فرص نجاح الانغراس وبالتالي نجاح الحقن المجهري.
القلق مش وهم… هو عامل يؤثر فعليًا
الحديث عن تأثير التوتر النفسي ليس مجرد رأي، بل تؤكده دراسات علمية، حيث أن ارتفاع معدّل التوتر يزيد من إفراز *هرمون الكورتيزول* لديك، والذي قد يُضعف جودة بطانة الرحم أو يخلّ بتوازن الجسم الداخلي اللازم لتثبيت الجنين.
وقد أشارت أبحاث إلى أن الشعور بالإجهاد المزمن قد يكون من بين العوامل التي تؤثر على نسب نجاح عمليات الحقن المجهري.
أنتِ لستِ ضعيفة… القلق طبيعي ومفهوم
شعورك بالقلق لا يعني الضعف، بل هو انعكاس لرغبتك الصادقة في أن تنجح هذه الرحلة، والقوة لا تعني كبت المشاعر، بل في التعامل معها برحمة ووعي.
كثير ممكن تسألي نفسك: “لماذا أشعر بهذا القلق؟ هل هذا طبيعي؟”
والإجابة: نعم، طبيعي جدًا، لكن المهم هو ألا تدعي القلق يُسيطر، بل تحاولي احتواءه والتعامل معه كمرحلة مؤقتة تستحق اللطف لا القسوة.
خطوات بسيطة… لكن فارقة
“ما تفكري كثير”.. يمكن نصحية بعيدة عن الواقع وتطبيقها صعب، لكن في أشياء لو جربتيها هتساعدك وتدعمك:
– اصنعي لكِ روتينًا مريحًا: كوب من شاي الأعشاب قبل النوم، موسيقى هادئة، أو حتى دعاء صغير يُشعرك بالطمأنينة.
– تمارين التنفس: مثل تقنية 4-7-8 (استنشاق 4 ثوانٍ، حبس نفس 7، زفير 8).
– الكتابة التعبيرية: خصصي دفترًا لتفريغ المشاعر، الكتابة تساعد على ترتيب الأفكار وتخفيف الضغط.
– اطلبي الدعم: سواء من زوجك، صديقة مقربة، أو مختصة نفسية… المشاركة تفتح مساحات للتنفيس.
الدعم النفسي… ضرورة لا ترف
في بعض الثقافات، لا يزال اللجوء إلى الدعم النفسي يُنظر إليه كأمرٍ مُخجل، لكن الحقيقة أن *الرعاية النفسية خلال رحلة الحقن المجهري* لا تقل أهمية عن العلاج الطبي.
المختصة النفسية ليست فقط أذنًا صاغية، بل هي مرافقة تسير معك خطوة بخطوة لفهم الذات ومواجهة التوتر بشكل سليم.
وأخيرًا… ولأننا نفهمُكِ
إن كنتِ الآن في قلب الانتظار، تحسبين الأيام والدقائق، فأنتِ لستِ وحدك، ولستِ مطالبة بإثبات قوتك طوال الوقت، ولا داعي لتبرير قلقك.
مشاعرك مشروعة، وتجربتك إنسانية عميقة تستحق الاحترام واللطف.
خذي نفسًا عميقًا…
ذكّري نفسك بأنك بذلتِ كل ما بوسعك، وأن ما تبقّى خارج سيطرتك، و بدلًا من أن تسألي “هل حدث الحمل؟”، اسألي نفسك: “كيف أعتني بيوم جديد من هذه الرحلة؟”.. لأنه كل يوم يمر بهدوء هو خطوة نحو أملك.